الأحد، 12 أكتوبر 2014

مصر و السيسي و التوراة

مصر و السيسي و التوراة
(1 /2 )  الجزء الأول



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 


 في البداية يجب أن نتذكر أن التوراة ليست كلها كتابا مختلقا لا أصل له ، التوراة هي كتاب سماوي و لكنه محرف .

أي أن في التوراة يوجد حق مشوب بالباطل ، ويوجد باطل مغلف بالحق .
وهناك في التوراة أيضا باطل صرف وقح ، باطل صريح و مختلق مدعى على الله زورا ، و لا أصل ( رباني ) له .

و لكن - إضافة لما سبق - لا يزال في التوراة أيضا بعض الشذرات من الحق السليم التي نجت من التحريف بشكل أو بآخر .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وحدهم العارفون بكتاب الله - القرآن العربي الذي ليس فيه عوج - وحدهم أصحاب البصائر و الراسخون في العلم يستطيعون أن يميّزوا بين الصحيح السليم المعافى في آيات التوراة و بين المدسوس و المحرف و المشوه .

فالقرآن الكريم و السنة النبوية الصحيحة هما المقياسان الوحيدان لتمييز الحق من الباطل في التوراة .
وهما الحكم على التوراة الحالية و ليس العكس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك تطابق أو تلاقي أحيانا بين النبوءات الإسلامية و التوراتية عن آخر الزمان و لاسيما فيما يتعلق بإسرائيل و مصر.

وعندما يحدث هذا التلاقي تجد أن القرآن يشير إليه أو يلفت النظر إليه ، كمثال على ذلك :
النبوءة الموجودة في سورة الإسراء أو سورة (بني إسرائيل) .

" وقضينا إلى بني إسرائيل في ( الكتاب ) لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا "
فهذه النبوءة موجودة عند اليهود ، و كلمة ( الكتاب ) الواردة في هذه الآية المقصود بها هو (الكتاب المقدس) أو التوراة أو ما يسميه النصارى بالعهد القديم ، و القرآن يذكر النبوءة أيضا و يبيّنها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لكن في أحيان كثيرة أخرى هناك فرق كبير بين ما يعدنا به نبينا في الأحاديث النبوية في آخر الزمان ، و بين ما تعدنا به التوراة التي كتب بعض آياتها حاخامات بني إسرائيل

فإذا وجدت أن هناك تناقض حقيقي و تنافر بين النبوءات الموجودة في القرآن و السنة الثابتة وبين نبوءات التوراة .

اضرب بعرض الحائط بنبوءات التوراة مهما سعى أصحابها إلى تحقيقها فعليا و تلميعها و تسويقها إعلاميا

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خلال حياة النبي عليه الصلاة و السلام و بعثته ، وأيضا طوال الـ 1400 سنة التي أعقبت مرحلة النبوة ، أتت الأحداث و الوقائع دائما مصدقة لما أخبر به الرسول الذي لا ينطق عن الهوى ، و جاء التصديق عمليا و عفويا و دون تدخل بشري مقصود .

بينما الأمر كان مختلفا بالنسبة لنبوءات التوراة.

ولا سيما في هذا الزمان الذي تمتع به اليهود بنفوذ إعلامي وتكنولوجي و اقتصادي و سياسي كبير جعلهم بالفعل هم من يتحكم و يدير العالم من خلف الستار .

لقد سعى أسياد الديانة اليهودية قسرا و عن سبق إصرار و تصميم إلى تحقيق بعض النبوءات بأيديهم .
و فرض إرادتهم وجدولهم الزمني على حركة التاريخ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و الفرق بين الحالة الإسلامية و الحالة اليهودية (الصهيونية) في التعامل مع النبوءات ، هو كالفرق بين شخصين الأول ذهب ليشتري قميصا يناسب مقاس جسده و حجمه الذي خلقه الله له .

و بينما الشخص الآخر كان لديه قميص جاهز فحاول أن يكيف جسده على مقاس ذلك القميص عن طريق حمية غذائية أو عملية جراحية لتكبير أو تصغير حجم و شكل جسده بما يناسب مقاس القميص المصنع مسبقا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كثير من النبوءات التوراتية المكذوبة في التوراة هي قميص جاهز مسبق الصنع ،
وكي يقتنع العامة من اليهود و النصارى أنها من عند الله ، يجب أن يقوم دجاجلة النظام العالمي الجديد ، وحاخامات اليهود باختلاق الأحداث و توجيهها و توظيفها بما يناسب مقاس ذلك القميص .

و الأيام القادمة ستشهد الكثير من مكرهم الذي وصفه الله بأنه مكر تزول منه الجبال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و يجب أن لا ننسى ونحن الآن في الذكرى الـ13 لأحداث 11/9 أن هذه الكذبة الكبيرة هي ايضا عمل مفتعل و مدبر داخليا
وهذا الأمر لم يعد خافيا على الكثيرين من أصحاب البصائر

و أن التخطيط للتفجيرات تم في أروقة الإدارة الأمريكية و تم توظيف "الهجمات الإرهابية" لخدمة أجندة النخبة الماسونية التي تحاول أن تحكم الأرض

فالعبرة ليست في صدق الخبر بل في طريقة (توظيف) الخبر

و الأيام القادمة ستشهد أيضا كيف سيتم تصنيع أحداث مشابهة وتسليط الضوء على شخصيات و رؤساء عرب ، و أيضا جماعات و تنظيمات مسلحة ، بل و حتى خلافة إسلامية كاذبة ، تجعل من روايات التوراة المحرفة تبدو وكأنها الحق المبين ، وتحاول بنفس الوقت أن تشكك المسلمين بصدق ما أخبر به الرسول الأمين .

من اجل ذلك كان أحد أوصاف الرسول لفتنة الدهيماء الحالية أن المرء يصبح فيها مؤمنا و يمسي كافرا .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العارفون بالله الرحيم و العدل يستطيعون بسهولة أن يحكموا على أي آية توراتية بأنها محرفة و ينبذونها إذا فاحت منها - على سبيل المثال لا الحصر - رائحة حقد و انتقام و تشفي أو بدت فيها نزعة عنصرية .

الله سبحانه وتعالى ليس عنصريا
و الرب الرحيم عندما يعاقب من ضل من عباده المسلمين ، أو انحرف عن الصراط المستقيم ، فإنه يفعل ذلك لأنه رب ، وكلمة ( الرب) جاءت من التربية ، فالمربي هدفه الأسمى هو تقويم الاعوجاج وإصلاح الخطأ و ليس التشفي و التعذيب.

" ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما "

 / سورة النساء ،آية 147 /

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الله سبحانه و تعالى حرم الظلم على نفسه ، و جعله محرما بين الناس . وفي كون الله ، و في تصاريفه في الأمم و الدول لا يوجد ظلم خارجي مطلق ، هناك ظلم ظاهري فقط ، وهناك ظلم مصدره الإنسان لنفسه.

و نحن الآن نعيش في هذا الزمن الذي قضى فيه الله الحكيم العادل في الكتاب أن تعلو فيه إسرائيل علوا كبيرا ، ومكن الله لها بأن جعلها أكثر نفيرا .
ليقيم الحجة على بني إسرائيل أولا ، و لتكون إسرائيل أيضا عصا بيد الرحمن يضرب الله بها الظالمين من عباده الذين خانوا عهده ، وكانوا أكثر شرا و عدوانا من إسرائيل ذاتها .

فالظالمون هم سوط الله في الأرض ينتقم الله بهم ، ثم ينتقم منهم .

و الأرض لن يرثها في النهاية إلا عباد الله المخلصين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في التوراة هناك الكثير من الآيات المدسوسة ، واحدة منها هي الآية التي تقول أن أرض إسرائيل تمتد من الفرات إلى النيل ،
و هذه الآية هي أخطرها أيضا .

لأن هذه النبوءة التوراتية المزعومة تعطي لإسرائيل أقاليم جغرافية واسعة في قلب العالم .
وهذه الآية تعني أن الحلم الإسرائيلي يجب أن يقوم على أنقاض دول و أقاليم ذات تاريخ عريق

وهذه الأقاليم التي يجب أن تزول ليتحقق الحلم الإسرائيلي هي العراق و الشام و مصر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لقد نجح الصهاينة في الخطوة الأولى من استيطان فلسطين ، و فلسطين ليست الا موطأ قدم للمشروع الصهيوني و كي يكون لهم هذا الموطئ رأينا كيف قوضوا الخلافة العثمانية وقضوا على الملك العاض الطويل الذي دام اكثر من 1255 سنة ، و كيف أججوا فتنة السراء التي قسمت العالم الإسلامي و أقامت أنظمة الحكم الجبري في العالم العربي و الإسلامي وسيطروا على الحكومات و انشئوا نظاما عالميا جديدا عرفوا كيف يمسكوا بخيوطه

و بقي الآن الخطوة الثانية
و هذه الخطوة هي التمدد من الفرات إلى النيل .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وعندما نذكر الفرات و النيل يجب أن نعلم أننا نتحدث عن العراق و الشام و مصر .

الرسول عليه الصلاة و السلام يقول في حديث صحيح رواه ابو هريرة :

منعَت العراق درهمها وقفيزها ،
ومنعت الشام مديها ودينارها ،
و منعت مصر إردبها ودينارها ،
وعدتم من حيث بدأتم ، و عدتم من حيث بدأتم ، وعدتم من حيث بدأتم ،
شهد على ذلك ، لحم أبي هريرة ودمه
/ صحيح مسلم /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و في حديث آخر أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن :
و الحديث ذو سند ضعيف

ليوشكن العراق يـُعرك عرك الأديم ،
و تُــشق الشام شق الشعرة ،
و تُـفت مصر فت البعرة ،
فعندها ينزل الأمر .

ويوضح في حديث مرفوع آخر كيف سـتُـفت مصر و يحدث خرابها فيقول أن :
" خراب مصر من انقطاع النيل و اختلاف الجيوش"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولاحظوا أن جميع الرواة للأحاديث السابقة بدأوا أولا بالعراق ثم الشام ثم مصر .
فهذا هو الترتيب الزمني لوقوع الحصار والبلاء في الأقاليم الثلاث كما جاء في الأحاديث

وهذا هو أيضا الترتيب الذي حدث و يحدث و سيحدث على ارض الواقع .

لقد بدأ الأمر بالعراق ،
ونحن الآن في حصار الشام ( سوريا ) ، و يجب أن لا ننسى كذلك أن قطاع غزة هو أيضا من الشام ،
و قريبا سيصل الأمر إلى مصر .

لكن لنترك قليلا العراق و الشام ، و لنوجه أنظارنا نحو مصر

ماذا يوجد في مصر ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في مصر الآن هناك حاكم جاء بانقلاب عسكري اسمه عبد الفتاح السيسي


و كثيرا ما انتقد السيسي من قبل جميع المحللين السياسيين و الإعلاميين المعارضين و المحايدين بل حتى المؤيدين له لعدم امتلاكه برنامج رئاسي صريح

الجميع على السواء انتقده بأنه ليس عنده خطة عمل واضحة لإدارة مصر وحل مشاكلها المزمنة خلال فترة رئاسته .

و لكن ، هل حقا السيسي لا يسير على برنامج واضح في فترة رئاسته ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنا أقول: لا .

السيسي و باعتباره - على الأرجح - هو آخر حاكم لمصر في مرحلة الحكم الجبري ، فإنه يعرف تماما ماذا سيفعل ، وما المطلوب منه على وجه الدقة .

السيسي - على الأرجح - سيكون هو ذلك الشخص الذي ستفت في عهده مصر كما تفت البعرة ، كما جاء في الحديث النبوي
و بعدها سينزل الأمرو ستكون هناك خلافة على منهاج النبوة في آخر المطاف .

أما البرنامج الانتخابي و الرئاسي للسيسي فهو مكتوب في التوراة منذ أكثر من 3000 سنة على الأقل .

و بالتحديد في سفر اشيعيا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نــور ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سفر أشعيا - الأصحاح 19 من التوراة يتحدث عن مصر في آخر الزمان و تحديدا في الوقت المتزامن مع العلو الكبير لبني إسرائيل .
أي أنه يتحدث عن عصرنا هذا تحديدا .

فما هو البرنامج الحقيقي للسيسي و كيف سيحكم مصر ؟
للحديث بقية

نور

0 التعليقات:

إرسال تعليق