الأحد، 12 أكتوبر 2014

البصيرة / ( 2 ) في البدء كانت إشارة الإستفهام

في البدء كانت إشارة الإستفهام ( 2





رأينا كيف أن الخالق العظيم وهب كل مخلوق من مخلوقاته ما يناسبه و يعينه على حياته التي خلق من أجلها ..
و بعض الحشرات الصغيرة مثلا تمتلك أجهزة لا يمتلكها الإنسان بل ولا أعظم إختراعاته تطورا ..
فالبعوضة تستطيع ان ترى في الظلام الدامس و بالأشعة تحت الحمراء التي لا تتحسسها عين الإنسان ..
والنحل كذلك يستطيع ان يرى بالأشعة فوق البنفسجية التي لا يستطيع الإنسان حتى مجرد تخيل كيف هو شكل العالم في عيون النحل 
لكن جسم الإنسان -وهو المخلوق الأول رتبة - ورغم ان عيونه لا تستطيع ان ترى بالأشعة تحت الحمراء كالبعوض ، او الأشعة فوق البنفسجية كالنحل ..الا انه هو الآخر مجهز تماما بما يلزمه ليعبر في رحلته الدنيوية القصيرة 


ولكن .. مهما طالت فترة مكوثنا في هذه الدنيا فهي اقل من لمحة عين إذا قورنت بالأبد او اللانهاية .

فهل يعقل ان الله الرحيم الذي زود جسدنا بآلاف آلاف الأجهزة العضوية التي تساعده على أداء وظيفته في حياتنا الدنيا لم يزودنا بنفس الوقت بجهاز واحد ينير لنا الطريق لحياتنا الأخروية الأبدية فينقذنا من عذاب جهنم ؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ألسنا بحاجة إلى مثل هذا الجهاز الذي يجعلنا نرى الحق حقا .. ونرى الباطل باطل ... جهاز نهتدي بواسطته .. فيرشدنا الى طريق النجاة ؟

هل يعقل ان الله تركنا فريسة لشركات النصب و الإحتيال الدينية مهما اختلفت تسمياتها ..سواء حوزات شيعية ...كنائس ..او غيرها , كي تتحكم بمصيرنا الأبدي ؟

وهل يعقل أن الرحمن سهل لرجال المافيا الروحية سواء كان اسمهم كهنة او حاخامات او شيوخ عقل او آية الله العظمى كي يحرفونا و يضلونا عن فطرتنا الأولى السليمة التي فطرنا عليها ، و يجعلونا نخسر آخرتنا بدنياهم ؟

ألسنا مجرد زوار او لاجئين على هذا الكوكب الصغير و تنتظرنا جنة عرضها السموات و الأرض في وطننا الأم ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و لماذا نحن كبشر متشابهون بل و متطابقون في تكوينا الخلقي و تركيبنا البيولوجي .. و مختلفون في نظرتنا العقائدية ؟

بمعنى آخر ..لماذا لا توجد وحدة في العقيدة على الارض ..مع أن هناك وحدة في الخلق بين كل البشر ؟

فالبنكرياس مثلا يفرز الأنسولين لخفض سكر الدم بنفس الآلية عند كل البشر سواء كانوا مؤمنين او ملحدين ، يهودا او هندوسا 

ولماذا يتطابق رد فعل الجميع بغض النظر عن دياناتهم عندما يمس جسدهم تيار كهربائي .. بينما تتفاوت ردود أفعال الناس عندما تمسهم آيات الله الكونية او القرآنية ؟ 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولماذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله لا ينظر الى صوركم و لكن ينظر الى قلوبكم ؟
ماذا يوجد في القلب ؟ 
اليس هو مجرد مضخة لضخ الدم ؟

و لماذا يستطيع أي مؤمن سواء كان متعلما او أميا أن يقرأ (ك ف ر) على جبهة المسيح الدجال ولا يستطيع غير المؤمن أن يقرأها ؟

هل لأن المؤمن الصادق يجيد استخدام جهازه الكاشف بينما غير المؤمن فاشل في ذلك ؟

ما هو هذا الجهاز الكاشف ..و كيف نقويه ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا ما سنتحدث عنه ..في سلسلة البصيرة .
وللحديث بقية ..إن شاء الله 
البصيرة ، أن ترى ما لا يراه الآخرون 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نـور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

0 التعليقات:

إرسال تعليق