الأحد، 9 نوفمبر 2014

كيف نفهمُ النبي في آخر الزمان؟ (3/7) الجوهرة


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صلى النبي عليه الصلاة و السلام الفجر يوما ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل، ثم صلى، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضر العصر، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس.

فأخبرنا بما كان وبما هو كائن ما ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمه وجهله من جهله 

/ البخاري /

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و عن عمرو بن اخطب الانصارى رضى الله عنه، قال

صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الفجر ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل ثم صلى، ثم صعد المنبر،
فخطبنا حتى حضر العصر، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس

فاخبرنا بما كان وبما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا 

/الامام احمد ومسلم/

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، قال

قام فينا النبى صلى الله عليه وسلم مقاما
فاخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم ، وأهل النار منازلهم ،
حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه


/البخارى/

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و قال حذيفه بن اليمان رضي الله عنه وهو أعلم الصحابة بالفتن و الملاحم و علم آخر الزمان

والله ما ادري انسي صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أم تناسوا ، والله ما ترك رسول الله من قائد فتنه إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلاثمائة فصاعدا إلا قد سماه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واسم أبيه واسم قبيلته 

/ أبو داود/ 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و لكن إذا دققنا بكم الأحاديث المتعلقة بآخر الزمان التي وصلت إلينا و قارنّاها بالمدة الزمنية التي استغرقتها الدعوة النبوية طيلة 23 سنة، و أيضا بالمدة الزمنية التي استغرقتها خطبة طويلة مخصصة لآخر الزمان تحديدا امتدت من طلوع الشمس إلى غروبها نجد أن ما وصلنا و لا يزال مدون في كتب الحديث الصحيحة عن آخر الزمان هو النزر اليسير فقط.

ومعنى ذلك انه لابد أن يكون هناك أحاديث نـُسيت أو موجودة في كتب الحديث الأخرى، أو في بطون الخاصة من العلماء

الرسول عليه الصلاة والسلام أخبر حذيفة بأسرار لم يخبر بها أحد غيره ، وكذلك الحال مع علي بن أبي طالب

فهل كشف حذيفة تلك الأسرار لبعض الثقات قبل وفاته، أم أنها ماتت معه ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نسيان أكثر صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم لتلك الأحاديث التي تخص الفتن والملاحم المستقبليه فيه حكمه بالغة، كي لا يفشوا الحديث عنها لأنها أمور تمس المستقبل وتشير إلى فتن و بها أسماء أشخاص بأعينهم ومواجهات ومنازعات فشاء الله العليم أن يقتصر العلم بها على أفراد قلائل من الأولين والآخرين 

و ليس كل ما يـُعلم يـُقال 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا كان في الزمن الماضي

أما الآن ونحن في ثورة المعلوماتية فإننا بحاجة لمعرفة تلك الأسرار
لأننا الجيل الأخير 

أي الجيل المعني بقطف ثمرة هذه الأحاديث 
والجيل الموجهة له أصلا تلك الأحاديث 

لقد أقبلت الفِتن التي كقطع الليل المُظلم
و نحن الجيل الذي يتخبط في زحمةِ هذه الفِتن

كل شيء يمكن أن يزور الآن، ويُبدّل، ويُغيّر
و في هذا العصرٍ الذي كثرت فيه الفرق، و الآراء، و المذاهب، و التفسيرات، و الاتجاهات
ما من نِعمةٍ أعظم من أن تكتشف الحقيقة 

و لا شيء أثمن من أن تكون على حق فعلاً 

و لن تكون على حق إلا إذا كان النبي عليه الصلاة و السلام معلمك و قدوتك 

و العلماء هم ورثة الأنبياء 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لكن عصرنا هذا وصفه الرسول عليه الصلاة و السلام بأنه عصر قليل علماءه، وكثير خطباءه 

معظم ما لدينا هو خطباء منابر يجيدون التحكم فقط بحبالهم الصوتية،

شأنهم شأن ممثلي المسرح 

يقرأون النص المكتوب المعد مسبقا في مكاتب المخابرات ـ يتباكون عند اللزوم، ويرققون الصوت او يفخموه او يصرخون حسب الضرورات الأمنية 
ظاهرة صوتية فقط للتأثير على العواطف، طبول جوفاء خالية من العلم و الهدى 
إلا القليل القليل

فماذا نفعل؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لأننا في عصر الضلالات فلن يُنجينا شيء الآن إلا إذا تمسكنا بالكتاب والسُنّة. 

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بهِ لَن تَضِلُّوا بَعدِي
كتاب الله و سنتي 


الكتاب والسُنّة هما المقياس للحكم على مصداقية أي مقال تطلع عليه و أي خطبة تسمعها و أي تعليق تقرأه و أي تحليل تقف عليه 

لكن ما هي الطريقة المثلى لدراسة الكتاب و السنة؟

و تحديداً، ما هو الأسلوب الأفضل لقراءة و تحليل أحاديث آخر الزمان خصوصا؟ 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قبل أن نبدأ بالقراءة و التحليل يجب أن نقدر قيمة هذه الأحاديث فما وصلنا من أحاديث آخر الزمان هو أصلا النزر اليسير 

لذلك يجب ان نتعامل مع هذا الكم القليل كمن يتعامل مع جواهر نادرة

أما المنهجية المناسبة للتعامل مع هذا الكنز 

فهي ما سنتحدث عنه في المقالات القادمة 

و استطيع أن ألخصها الآن في مثلث ذو ثلاثة أضلاع 
و هذه الأضلاع الثلاثة هي:

1- الثقافة الموسوعية الواسعة التي ستصب في خدمة أحاديث من لا ينطق عن الهوى 

2- منهجية القراءة والبحث الصحيحة التي تعتمد على النظرة البانورامية الشاملة و فهم الرسائل النبوية المشفرة العابرة للأجيال

3- البصيرة للتمييز بين الأجزاء المشفرة و بين الأجزاء الصريحة في الأحاديث و ايضا لفك تلك الرسائل المشفرة 

و سأفصل في كل ركيزة من الركائز الثلاث في المنشورات القادمة 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نـور ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للحديث بقية

1 التعليقات:

جزاكم الله خيرا مواضيع مفيدة جدا..
لو سمحتم هل هناك طريقة للتواصل مع مؤلف المقال؟

إرسال تعليق