العلامات الكبرى (20/20) الخاتمة

   العلامات الكبرى 

للساعة علامات صغرى و كبرى

العلامات الصغرى هي علامات متباعدة زمانيا و مكانيا  

 و جميعها قد تحقق و لم يبق إلا علامة واحدة فقط ، و هذه العلامة هي صلة الوصل بين العلامات الكبرى و الصغرى
و هي ظهور المهدي و ما يرتبط به من أحداث و ملاحم و خسف و انحسار الفرات عن جبل من ذهب و عودة الخلافة على منهاج النبوة و الفتوحات اللاحقة ...الخ .

معظم العلماء -إن لم يكن كلهم - يرجحون أن ظهور المهدي وما يرتبط به من أخبار و أحداث كلها يمكن أن تتحقق في سياق العلامات الكبرى
حيث سينفرط عقد العلامات الكبرى العشرة مع ظهور المهدي و ربما قبله 

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  و العلامات العشرة الكبرى حسب حديث حذيفة هي :

1- الدخان  2- الدجال ،3- دابة الأرض ، 4- طلوع الشمس من مغربها ،
5- نزول عيسى بن مريم ، 6- يأجوج ومأجوج ،
وثلاثة خسوف :
7- خسف بالمشرق ، 8- وخسف بالمغرب ، 9- وخسف بجزيرة العرب ،
10- وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و العلامات الكبرى ، التي لم يظهر شيء منها حتى الآن ، هي علامات متتالية و متعاقبة فيها خرق للنواميس الطبيعية
لذلك يسميها الرسول بالآيات ، و معظمها مذكور بشكل صريح في القرآن ، و هي تسبق الساعة .

عن عبد الله بن عمر : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
" الآيات خرزات منظومات في سلك ، فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضا

(الألباني السلسلة الصحيحة / حديث 1762)

"خروج الآيات بعضها على إثر بعض يتتابعن كما تتابع الخرز في النظام "

(الألباني سلسلة الأحاديث الصحيحة /3210)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و قلنا أن هناك اختلاف بين الصحابة في ترتيب ظهور العلامات ، إلا أن حذيفة يضع الدخان العلامة الأولى و الدجال العلامة الثانية وأنا شخصيا أرجح هذا الترتيب  لأن جذيفة هو أعلم الصحابة بالفتن و اشراط الساعة ، و لأسباب أخرى بينتها بالتفصيل في المنشورات الأولى من هذه السلسلة.

أما ابو إمامة على سبيل المثال فيقول :
" اول الآيات هي طلوع الشمس من مغربها " أما عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فيروي انه قد حفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله :

"إن أول الآيات هي طلوع الشمس من مغربها ، و خروج الدابة ضحى ؛ فأيتهما كانت قبل صاحبتها ، فالأخرى على إثرها قريباً ."

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على كل حال بعد ظهور واحدة من ثلاث علامات  لا يهم كثيرا الترتيب لأنه جاء في الحديث الصحيح :
" ثلاثة إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا :
1- طلوع الشمس من مغربها
2- الدجال
3- دابة الأرض

(الألباني السلسلة الصحيحة / 3620)

أي أن باب التوبة بعد ظهور إحداهن

ولكن رحمة الله بالمؤمنين جعلت العلامة الأولى مرتقبة ومتوقعة الحدوث ، وبمثابة إنذار أخير قبل البطشة الكبرى و قبل ان يقفل باب التوبة ، وتلك العلامة  هي الدخان المبين 

و بعدها   سيغلق باب التوبة نهائيا مع ظهور العلامة الثانية من العلامات العشر الكبرى ، سواء كانت الدابة او الدجال او طلوع الشمس من مغربها .

وهذا هو أخطر ما في الموضوع ولاسيما للمسوفين، سيعيشون و سيرون آيات خارقة تجعلهم يؤمنون و يصلون ويسجدون تعظيما لله ، لكن لن تقبل منهم توبتهم ، ولن ينفعهم ايمانهم المتأخر ...لأنه قد فات الآوان .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و خلال المنشورات الأربعة الأولى من هذه السلسلة شرحت بالتفصيل لماذا الدخان هو العلامة الأولى و شرحت لماذا هي مرتقبة و متوقعة ، و لا تأتي بغتة  أو بصورة مفاجئة لكل الناس ، و هذا من رحمة الله بالمؤمنين 

 وهذا يفسر الأمر الإلهي بترقب حدوث هذه الآية الكبرى ، و يفسر أيضا لماذا وصف الله الدخان بصفة (مبين) أي واضح و جلي،

فهي علامة ليست خفية و لا تحتاج لتأويل

فالكل سيشاهدها و يبينها

فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ{10} يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ{11} رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ{12}

وقلت لكم أن الدخان سيكون بمثابة يوم قيامة مصغر سيسبق قيام الساعة وهي البطشة الكبرى

إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ{15} يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ{16}

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و قلت ان الدخان سيحدث بسبب مذنب ضخم سيتم رصده من قبل علماء الفلك قبل أن يخترق الغلاف الجوي للأرض

وذكرت لكم أنه توجد الكثير من الآثار في السنة النبوية و التي تربط ما بين تحقق آية الدخان و دخول مذنّب الغلاف الجوي لكوكب الأرض


ابن عباس- حبر الأمة و ترجمان القرآن - يربط بشكل صريح ما بين الدخان المبين و المذنب ، وهذا الربط الواضح لابد أن يكون بسبب شيئ سمعه من رسول الله مباشرة

" قَالُوا طَلَعَ الْكَوْكَبُ ذُو الذَّنَبِ، فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ الدُّخَانُ قَدْ طَرَقَ فَمَا نِمْتُ حَتَّى أَصْبَحْتُ. "

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القرآن الكريم أيضا يذكر المذنّب صراحة في آخر سورة الذاريات المليئة بالوعيد

فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)

فالسياق الذي جاءت به هذه الآية هو الإنذار والتهديد بعذاب مستقبلي وهي تتحدث عن عقاب سيصيب الظالمين الذين طغوا في الأرض و الكفار في آخر الزمان و سيكون نصيبهم من العذاب يشبه نصيب أصحابهم من الأقوام البائدة التي أهلكها الله فلا يستعجلوا ذلك العذاب لأنه واقع بهم لا محالة، و وسيلة العقاب و العذاب الأليم ستكون مذنب قادم من السماء، فكلمة (ذَنوب ) في هذه الآية تعني جرم ذو ذنب طويل أو مذنّب كما شرحت ذلك في المنشورات الأولى من هذه السلسلة


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهناك آثار أخرى تربط بين ظهور المذنب و خروج المهدي، فالمهدي و الدخان إذن حدثان متزامنان
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:
لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية
يطلع كوكب من قبل المشرق قبل خروج المهدي له ذنب يضيء لأهل الأرض كإضاءة القمر ليلة البدر

و عن خالد بن معدان قال :
إنه ستبدو في السماء آية : عمود من نار ، يطلع من قبل المشرق يراه أهل الأرض كلهم ، فمن أدرك ذلك فليعد لأهله طعام سنة

(الفتن لنعيم بن حماد)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذن لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية ، وهذه الآية هي مذنّب ضخم يظهر من جهة المشرق، و المذنب هو جرم سماوي يتكون من رأس و ذنب طويل ، الرأس عبارة عن كتلة صخرية ضخمة بحجم قارة كبيرة ، و الذنب عبارة عن صخور فضائية تلحق به و تمتد لآلاف الكيلو مترات.

وسيقترب المذنب من الأرض إلى الدرجة التي يضيء فيها كالقمر ليلة البدر ، و سيرى بوضوح على الأرجح في شهر صفر -كما تشير إلى ذلك بعض الآثار - في سنة الظهور التي ستكون أيضا كثيرة الزلازل و شديدة البرد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وأثناء اختراقه للغلاف الجوي للأرض ستحترق كتل كبيرة منه في الهواء و تسبب دخانا مبينا يملئ الأفق ، و سترتطم أجزاء ضخمة منه بسطح الأرض - و على الأرجح قارة أمريكا -

و سيسبب ذلك فناء تام للحياة مكان سقوطه ، بينما ستسقط أجزاء أخرى من المذنب في المحيطات و ستسبب موجات عاتية من التسونامي فتغرق دولا و جزرا بأكملها

أما الصخور الأصغر حجما و الموجودة في ذنب المذنب فسيتوالى سقوطها على الأرض و ستخترق الغلاف الجوي وتحترق كالشهب فتبدو كأنها نجوم تتساقط من السماء .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذا أيضا ما يقوله هذا النص الذي سلم من التحريف و الموجود في إنجيل متّى و الذي يتحدث فيه المسيح عن العلامات التي ستسبق عودته الثانية إلى الأرض
حيث يقول عيسى انه بعد أن يقيم اليهود (رجسة الخراب) او الهيكل الثالث في اورشاليم القدس - ستحدث هذه العلامة التي ستدوم لفترة طويلة من الوقت

( و طوال فترة من الوقت بعد ضيق تلك الأيام ، الشمس ستظلم ، والقمر لا يُعطي ضوءه ، والنجوم تسقط من السماء وقوّات السماء تتزعزع)

وقلت ان التفسير العلمي الوحيد لهذه الظاهرة البصرية و الفلكية التي يخبرنا بها المسيح هو الدخان المبين الذي يملأ الغلاف الجوي للأرض فيسسبب انحجاب ضوء الشمس و القمر معا لفترة طويلة من الوقت

إما النجوم التي تتساقط من السماء فهي عبارة عن الصخور الموجودة في ذنب المذنب و التي تنهمر كالشهب على الأرض و تشتعل لدى احتكاكها بطبقات الغلاف الجوي العليا فتبدو للعيان كأنها نجوم تتساقط من السماء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقد جاء ما يدعم ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه حذيفة من أن الدخان الكثيف هو دخان حقيقي يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة ، وبالتالي سيحجب ضوء الشمس و القمر عن كل الأرض خلال هذه الفترة ، ثم سينحسر الدخان تدريجيا في بعض المناطق و لا يزول نهائيا إلا بعد سنة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خلال تلك السنة ستموت كل المحاصيل الزراعية لانعدام الضوء ،
و سيختفي معظم الغطاء النباتي للأرض ، مما سيسبب مجاعة

( لهذا السبب جاءت النصيحة النبوية بإعداد مخزون من الطعام لمدة سنة )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أما الحرائق الكبيرة التي تنتج عن المذنب فستؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة الأرض و هذا بدوره يؤدي إلى ازدياد تبخر مياه البحار و المحيطات بشكل هائل و بالتالي تتشكل سحب ركامية كثيفة و يتبعه هطول أمطار مستمر و متواصل فوق معظم أجزاء الأرض ، بما فيها الجزيرة العربية ذات الطبيعة الصحراوية ، لكن هذا المطر لن يجعل الأرض تنبت شيئا بسبب عدم وجود الضوء

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" لَيْسَ السَّنَةُ - أي القحط الشديد - أَنْ لا تُمْطَرُوا ، وَلَكِنَّ السَّنَةَ أَنْ تُمْطَرُوا وَتُمْطَرُوا وَلا تُنْبِتُ الأَرْضُ شَيْئًا " .

و في رواية أخرى عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(( لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطراً عاماً ولا تنبت الأرض شيئاُ ))

ولاحظوا كلمة مطرا (عاما) الواردة في حديث أنس .أي مطرا يعم كل الأرض.

وهذا النوع من المطر العقيم الذي لا يجعل الأرض تنبت شيئا ، لا يمكن تفسيره علميا إلا بسبب الدخان المبين الذي يحجب ضوء الشمس الضروري لعملية التركيب الضوئي للنباتات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لكن في السنة التالية و بعد انقشاع الدخان تماما ستكون التربة قد تشبعت بمياه الأمطار الغزيرة المتواصلة ،

وستمتلئ جميع المنخفضات والأودية في جزيرة العرب بالمياه و ستتشكل بحيرات كبيرة من المياه العذبة و ستجري الأنهار و بذلك تعود جزيرة العرب مروجا وانهارا

وهذا يفسر حديث الرسول
لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أما الصخور التي في ذنب المذنب فسيتوالى سقوطها على الأرض بعد أن يرتطم رأس المذنب بالأرض و ستخترق الغلاف الجوي كالشهب و ستبدو كأنها نجوم تتساقط من السماء كما قلنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و ستصل إلى الأرض زخات غزيرة من الصخور الصغيرة والحجارة الملتهبة الموجودة في ذنب المذنب و هذا يذكرنا بالمطر الذي عوقب به قوم لوط ، فالعقوبة واحدة ، وهي حتمية الحدوث ،
خاصة إذا عرفنا أن الزواج المثلي صار الآن قانونيا في معظم الدول الغربية ، و الإباحية الجنسية قد استشرت في معظم مدن العالم .

و هذا أيضا يفسر المعنى المقصود في حديث الرسول الذي يقول فيه أن السماء في آخر الزمان ستمطر مطرا لا تكن منه بيوت المدر ، أي مطراً لا تحمي منه أو لا تقي منه بيوت الحجر الموجودة في المدن و إنما الذي يحمي منه هي بيوت الشعر , فوابل ذلك المطر لن يصيب البوادي و القفار ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لان المقصود بهذا المطر ليس الماء الذي يتنزل من غيوم السماء ، فبيوت المدر (بيوت الحجر والطين ) تقي وتحمي من هذا المطر المائي ، أما بيوت الشعر في مضارب البدو فعلى العكس من ذلك لا تؤمن وقاية كافية من التبلل بمياه المطر.

فالمقصود إذن هو مطر من نوع مختلف ، مطر من حجارة كالذي أصاب قوم لوط و مصدر هذا المطر هو الحجارة الصغيرة الموجودة في ذنب المذنب التي ستنهمر على المدن التي تعج بالرذيلة ، ولن تصيب سكان القيافي والبوادي والأرياف البعيدون عن ممارسة الفحشاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( لا تقوم الساعة حتى تمطر السماء مطرا لا يكن منه - أي: لا يحمي منه - بيوت المدر ولا يكن منه إلا بيوت الشعر )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كما أن المذنب سيؤدي إلى دمار أنظمة الاتصالات الحديثة و الطيران التي تعتمد على الأقمار الصناعية ،
وسيؤدي إلى انتهاء التكنولوجيا و ستتحول أجهزة الكومبيوتر التي بين أيديكم إلى مجرد قطع صماء من الحديد ،

كما سيغير من نمط الحياة والكثير من أساليب الحرب ، ولن يعود للغواصات و حاملات الطائرات و الصواريخ الموجهة بالأقمار الصناعية أي وزن استراتيجي ، ستكون مجرد قطع من الخردة ، فيحدث تعديل في موازين القوى لصالح المسلمين

وهذا أيضا يفسر لماذا أسلحة الحرب و أنظمة الإتصالات القديمة هي الأسلوب المتبع في الفتح الثاني للقسطنطينية آخر الزمان وفي الحروب والملاحم اللاحقة له
( يعلقون سيوفهم بالزيتون : فلا وجود للأسلحة الآلية ، يبعثون عشرة فوارس للاستطلاع : فلا وجود للإنترنت و الهواتف المحمولة )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و على الأرجح سيسبق فناء الحضارة بسبب المذنب ببضع سنين قيام حرب عالمية ثالثة مدمرة او هارمجيدون ، وسيترتب على هذين الحدثين معا دمار كبير للتكنولوجيا الحربية المعاصرة كما نعرفها الآن

وهذا يفسر كيف سيصل جيش الرايات السود من خراسان إلى مكة دون أن يقف في طريقه حرس الحدود الإيراني أو السعودي او غيره ، ولماذا يبعث السفياني بجيش عن طريق البر لمحاربة المهدي في مكة بدلا من سرب من الطائرات الحربية المقاتلة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولكن رغم ذلك لن تفنى كل تقنيات الحرب الحديثة و لا سيما أسلحة الدمار الشامل الكيماوية و البيولوجية التي لا تحتاج إلى تقنية معقدة لاستخدامها ،

و هذا يفسر لماذا نسبة الضحايا في حرب الملحمة مرتفعة (99%)

ولماذا طيور السماء التي تحلق فوق حلب بعد أن تضع حرب الملحمة أوزارها تخر إلى الأرض ميتة . لأن هذا الشيء لا يحدث إلا إذا استخدمت أسلحة دمار شامل وخاصة الأسلحة الكيماوية و الغازات السامة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كما انه لن تنسى كل المعارف البشرية المتراكمة في مجالات الطب و غيره من العلوم الإنسانية ، لكن الممارسة والأساليب ستكون أكثر بساطة وبدائية مما هي عليه الآن و سيعود استخدام تقنيات العلاج التقليدية

بينما ستنتهي تماما التكنولوجيا المتعلقة بوسائل النقل الحديثة التي تعتمد على النفط و الاتصالات التي تعتمد على الأقمار الصناعية .
بعد ذلك ستتوالى بقية العلامات وراء بعضها البعض

وسنتحدث عن بقية العلامات بتفصيل اكبر إن شاء الله في وقت لاحق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نــور ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و الله تعالى أعلم

منشورة في: العلامات الكبرى للساعة